الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعمل في البنك الربوي محرم لما فيه من الإعانة على الإثم والعدوان، والراتب المستفاد منه محرم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 3502، والفتوى رقم: 8428.
وما يعطى من مال بعد التقاعد من هذا المال محرم أيضاً، لأنه أثر عقد محرم، نعني: عقد العمل في البنك وعقد التقاعد نفسه، ولذا فإن على صديقتك أن لا تترك حقها في المعاش لأصحاب البنك الربوي، لأنها إذا تركته لهم سيستعينون به في الحرام باستثماره في أوجه الربا، ولكنها إذا أخذته فليس لها أن تنتفع به، لأنه مال خبيث، وإنما عليها أن تصرفه في مصالح المسلمين العامة، لا بنية الصدقة به، ولكن بنية التخلص من المال الحرام، وهي مأجورة في ذلك إن شاء الله تعالى.
وإذا كان أخوها محتاجاً وليس له مال يسدد به ديونه، فلا بأس بأن تعطيه بعضاً من ذلك المال ليستعين به في تسديد ديونه، وإذا كانت حاجته شديدة جداً فلا بأس بإعطائه له كاملاً.
والله أعلم.