الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا من قبل ماهية الوسواس القهري وعلاجه، ولك أن تراجع في ذلك الفتوى رقم: 3086.
واعلم أن المرء إذا استسلم للوسوسة ولم يقطعها، فقد تجره إلى ما لا تحمد عقباه، ومن أفضل السبل إلى قطعها والتخلص منها، الاقتناع بأن التمسك بها اتباع للشيطان، وقد نقل الشيخ محمد عليش المالكي عن بعض المشايخ أن الوسوسة بدعة أصلها جهل بالسنة، أو خبال في العقل.
ويستعين الإنسان بدفعها بالاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، وبالدعاء، واللجوء إلى الله وبالانصراف عنها، وإلزم النفس بذلك، وقد سئل ابن حجر الهيتمي عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: له داوء نافع، وهو الإعراض عنها جملة كافية -وإن كان في النفس من التردد ما كان- فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها، وعمل بقضيتها، فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها، وأصغوا إليها، وإلى شيطانها... وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته وهو أن من ابتلي بالوسوسة فليستعذ بالله ولينته... انتهى، ونسأل الله أن ينفعك بهذا العلاج.
والله أعلم.