الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن العمل نعمة من نعم الله تعالى وأن العبد مأمور بالتسبب لكسب رزقه والاستغناء عن الناس، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحداً فيعطيه أو يمنعه. رواه البخاري وغيره. وروى الطبراني في الأوسط مرفوعاً: من أمسى كالا من عمل يديه أمسى مغفوراً له. وقبل ذلك وبعده يجب على المسلم أن يحافظ على عبادته وطاعته التي من أجلها خلق، وخاصة الفرائض التي من آكدها الصلاة على وقتها، فهذه الفرائض هي رأس مال المسلم الذي يجب الحفاظ عليه مهما كانت الشواغل، وبخصوص دوامك فإنه عادي وكثير من الناس يمارسون العمل بهذا النحو وينظمون أوقاتهم ويستفيدون منها ويعطون كل ذي حق حقه، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا حافظت على الفريضة بالنوم مبكراً ونظمت وقتك بترتيب الأولويات وإعطاء كل ذي حق حقه فإنك ترتاح نفسياً وتصل إلى الأهداف التي تريد الوصول إليها.
وأما ما يفعله صديقك فإنه لا يجوز، وعليك أن تنصحه بتقوى الله تعالى وأداء الصلاة في وقتها، والذي يستحق الاهتمام وتخصيص وقت مما ذكرت بعد الصلاة هو الأهل والأولاد، والراحة، فينبغي أن توزع الوقت على الأمور المهمة ولا بد من ذلك حتى لا يضيع وقتك في الأمور الهامشية، وأما ما عدا هذه الأمور العارضة التي ربما لا تأتي إلا بعد مدة طويلة، فتترك لها أيام العطل أو يقتطع لها وقت يسير، وننصحك بقراءة كتاب (حتى لا تكون كلاً) للدكتور عوض القرني، وبقراءة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13561، 26274، 1492. ونسأل الله لك التوفيق.
والله أعلم.