الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأصول الشرع الحنيف تقضي بصيانة ذكر الله عن مواضع القذر والأذى ومحل النجاسة، وقد قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج: 32} وقال: ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ {الحج: 30} وقد روى أصحاب السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا أراد دخول الخلاء نزع خاتمه، وكان نقش خاتمه: محمد رسول الله.
ومن هنا ذكر العلماء آدابا ينبغي مراعاتها حال وجود المرء في بيت الخلاء، منها: أنه يكره دخوله بما فيه ذكر الله بلا حاجة، لأن الخلاء موضع القاذورات، فشرع تعظيم اسم الله وتنزيهه عنه، فإن احتاج إلى دخوله به لعدم وجود من يحفظه وخاف ضياعه فلا بأس، كالدراهم والدنانير أو الوثائق التي عليها اسم الله.
وعليه، فإذا كانت الشعارات الدينية والآيات القرآنية بارزة على شاشة هاتفك النقال، فإذا أردت دخول الحمام أو المرحاض فالصواب أن تتركه في الخارج ما لم تخف عليه من الضياع إذا لم تدخل به.
وإن كانت تلك الشعارات والآيات مخفاة ولا تظهر على الشاشة إلا عند إرادة إظهارها، فلا نرى حينئذ بأسا في أن تدخل الحمام وأنت مصحوب بالهاتف؛ لأنها -والحالة هذه- لا تختلف عن الأشرطة التي تحتوي على سور من القرآن. وقد سئل بعض أهل العلم عنها فأجاب بأنه لا يرى بأسا بدخول الحمام بها، لعدم وجود حروف ظاهرة فيها.