الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن أخذ له مال بغير وجه حقه فله أن يسعى في تخليصه ورده بكل طريقة شرعية تمكنه، ولا يتعدى حدود الله في ذلك ، وفي مثل حال الأخ السائل الذي أخذ المال الذي بيده غصبا فبذل في استخلاصه من غاصبه الطرق المشروعة فلم يفلح ليس أمامه إلا الصبر والاحتساب ، وإن أمكنه أن يصل إلى مال الغاصب بطريقة أو بأخرى بعلمه أو بدون علمه فيأخذ منه قدر حقه فهذا جائز ، قال تعالى : وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ {النحل: 126 } وقال تعالى : وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا {الشورى: 40 } .
وننبه السائل إلى أن لا يسلك سبيلا يكون مفسدته أعظم من مصلحة رد المال ، وليعلم أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وأنه غير ضامن لهذه الأمانة التي لم يقصر في حفظها كما هو الظاهر من السؤال، فالأمين لا يضمن الأمانة إلا في حالتي التفريط أو التعدي .
والله أعلم .