الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنك في هذا العمل الذي كلفت به تعد أجيرا خاصا مؤتمنا على ما تحت يدك، فالواجب عليك أن تراعي الأمانة فلا تفرط فيها ولا تتعدى ما حدد لك من مهام وأعمال ، فإذا لم يؤذن لك في شراء سيارة فلا يجوز لك أن تشتري سيارة وإن كنت ترى أنك تستحق ذلك، ولا يغني عنك أن تشهد الناس على أن هذه السيارة ملك للمشروع وليست ملكا لك، لأن شراءها بدون إذن من الجهة التي عينتك على المشروع يعد تعديا فأنت أجير ووكيل في نفس الوقت، والوكيل لا يحق له أن يحيد عن الخط الذي حدده له من وكله ، وإن اعتقد الأجير أنه مظلوم أو أنه أهل لزيادة الأجر أو للحصول على سيارة ونحو ذلك فليس له إلا ما في العقد لحديث: المسلمون على شروطهم . رواه ابن ماجه .
ومما ذكره ابن تيمية رحمه الله في هذا الموضوع قوله : كمن استعمل على عمل بجعل يفرض له ويكون جعل مثله أكثر من ذلك الجعل فيغل بعض مال مستعمله بناء على أنه يأخذ تمام حقه فإن هذا حرام . اهـ .
أما إن أذن لك في شراء سيارة أو فوضت تفويضا عاما يصلح أن يندرج فيه شراء سيارة لمصلحة العمل فيجوز لك أن تفعل ما فيه مصلحة العمل وأن تستعمل السيارة حسب لوائح العمل أو حسب العرف الجاري في ذلك ، فإن كان مسموحا حسب اللوائح أو العرف للموظف أن يستخدم سيارة العمل بعد نهاية الدوام في شؤونه الخاصة فلا حرج حينئذ في استخدامها، وإذا حدد ذلك بفترة الدوام فقط فلا يجوز استخدامها خارج ماهو محدد .
والله أعلم .