الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن الأصل في المسلم السلامة من كل ما يسوء، فلا يجوز الإقدام على اتهامه بشيء من ذلك إلا عن بينة، قال الله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ{الحجرات: 12 } وعليه وبناء على ما ذكرت في سؤالك نقول لا يجوز أن تظن بهذه المرأة الظن السيء فضلا عن أن تحقق ذلك الظن بقول أو فعل، فاتق الله تعالى ولا تلتفت إلى ما يوقع الشيطان في قلبك من خواطر يفسد بها ما بينك وبينها من ود، بل أمسكها عليك واتق الله واستأنف معها حياتك كأن شيئا لم يكن ، ونوصيك بأن تحرص على تعليمها أمور دينها، وأن تربيها على آداب الشرع، وقبل ذلك أن تكون أنت قدوة لها في ذلك، وحينئذ ستجد منها إن شاء الله ما يسرك وتقر به عينك، وأكثر من الدعاء بمثل قول الله تعالى : رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {الفرقان: 74 } .
وننبه في ختام هذا الجواب إلى عدة أمور منها :
الأول : أن الرجل إذا عقد له على امرأة عقدا شرعيا فقد أصبحت بذلك زوجة له، ويحل له منها ما يحل للزوج من زوجته ، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم : 2940 ، ونبهنا هناك على أنه ينبغي أن يراعى ما قد يوجد من عرف في تأخير الدخول .
الثاني : أن الاحتفال بعيد الميلاد لا يجوز، وتراجع في هذا الفتوى رقم : 26617 .
الثالث : أن الحجاب واجب شرعي على المرأة المسلمة لا خيار لها في تركه. وراجع الفتوى رقم : 1867 .
والله أعلم .