الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يحفظك ويقيك من الحرام، ويوفقك في دراستك ويجعل عملك وعلمك خالصين لوجهه الكريم، وأن ييسر لك العودة إلى بلدك ظافراً موفقاً، وأن ينفع بك الأهل وسائر المسلمين في كل مكان.
وقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن التأمين الصحي مخالف لتعاليم الدين الحنيف. ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 3281.
وما ذكرته من أن الشركة التي تخدم عندها تصنع الحاسوبات لتبيعها بعد ذلك لأماكن الجنس، حيث تستخدم هناك لتعرض عليها أفلام الجنس لمن أراد الدخول ومشاهدة ذلك...
أقول: إن العمل في شركة هذه حالها يعتبر إعانة واضحة على الإثم والعدوان، والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {المائدة:2}.
واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.
ودين المرء رأس ماله في هذه الحياة، فلله در القائل:
إذا أبقت الدنيا على المرء دينه * فما فاته منها فليس بطائل.
وما ذكرته من ضيق الحال ينبغي أن يحملك على التفكير في ترك هذه البلاد والسعي في وسيلة للعيش في بلدك أو أي بلد آخر من بلدان المسلمين.
ونسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى إنه سميع الدعاء.
والله أعلم.