الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن صلاة الجماعة وإن كانت غير واجبة على النساء إلا أنه كان يتعين على الأخت السائلة أن تصلي مع أبيها لوجوب طاعته عليها، والله تعالى أمر بصحبة الوالدين بالمعروف وبرهما والإحسان إليهما، وليس من صحبتهما بالمعروف عصيان الأب إذا طلب منكم أن تصلوا معه جماعة.
وبما أن الأخت السائلة كانت تنوي خيرا وهو حث أبيها على أداء الجماعة في المسجد فنرجو من الله تعالى لها العفو والمسامحة، ولتحرص على إرضاء والدها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد. رواه الترمذي وصححه الألباني.
ولا شك أن ما ذكرته الأخت السائلة عن أبيها من التخلف عن الجماعة في المسجد والجمعة أحيانا والعيدين لا شك أن ذلك أمر يؤسف له، فصلاة الجماعة واجبة في المسجد كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 26165، والفتوى رقم: 5153 ، والتخلف عن صلاة الجمعة من غير عذر كبيرة من الكبائر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من ترك ثلاث جمع تهاونا بها طبع الله على قلبه. رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني، فترك الجمعة من أسباب الطبع على القلب والعياذ بالله، والواجب على الأخت السائلة نصح أبيها بالمعروف وإذا كان واقع الحال ما ذكرته من أنه لا يقبل الحديث ويظن أنه على صواب فلتتجنب نصيحته مباشرة ولتستعن على نصحه بوضع بعض الكتب والأشرطة في البيت والتي تتكلم عن وجوب صلاة الجماعة والجمعة ولتستعن على نصحه أيضا بمن له تأثير عليه من الأقارب أو الجيران والأصدقاء وقبل ذلك تستعين بالله تعالى فتجتهد في الدعاء لعل الله أن يشرح صدره ويستجيب للحق.
وأخيرا نحيلك للفتوى رقم: 3575، والفتوى رقم: 5925 ، حول معاملة الوالدين، وننصحك باطلاعه على هذه الفتوى والفتاوى المحال عليه فيها.
والله أعلم.