الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فينبغي أن يعلم أولا أنه لا يجوز للمسلم محاورة أعداء الإسلام إلا إذا كان على قدم راسخة في العلم يدحض بها شبهاتهم، وعلى إيمان ثابت يدفع به شهواتهم ومغرياتهم، وتراجع الفتوى رقم: 29347.
ثانيا: ينبغي للمسلم أن يكون هو على قناعة بأن هذا الدين الذي يتبعه هو الحق، وأن ما فيه من أحكام هي الصواب وإن لم تبد له حكمة تشريعها، لأنه آمن بالرب الذي شرعها، وأنه عليم حكيم فلا يشرع شيئا إلا لحكمة، علمت أم جهلت.
ثالثا: إن أولى ما ينبغي أن يركز عليه في محاورة غير المسلمين هو قضايا الإيمان والتعريف برب العالمين، فإنه إذا آمن بالله ربا سهل عليه أن يتقبل أحكامه وإن لم تتبين له عللها، وانظر إلى القرآن وهو ينبهنا إلى هذا النهج في قول الله تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ {الأنعام:121} وتراجع الفتوى رقم: 19284.
رابعا: أنه إذا تبين لهذا الكافر أن الإسلام هو الدين الحق وأن غيره دين باطل سهل عليه أن يفهم لماذا لا يجوز أن يمكن لهذه الأفكار الأخرى، إذ الأمر لا يتعلق بمجرد مصلحة دنيوية بل بمصير أخروي، فإما جنة أو نار، إذا كان هؤلاء القوم قد يصدرون من القوانين ما قد يقيد حرية بعض الجهات لما قد يظنون أن ذلك يحققون به مصلحة دنيوية أو يدفعون به مفسدة دنيوية فكيف لا يجوز للمسلمين منع مثل هذه الأفكار التي قد تفوت بها أعظم مصلحة وهي الحفاظ على الدين.
والله أعلم.