الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعلى الإنسان أن يكون متزناً في عواطفه، فإن الإفراط في الحب دون حدود وضوابط يعود سلباً عليه، ويكون سبباً لفساد الحياة، واختلال نظامها.
ونقول لك يا أخي الكريم: افترض أن الله جل جلاله قدر الوفاة على بنت عمك، هل ستُوْقِفُ جميع مشاريعك الأسرية، وهل ستترك الزواج وتستغني عن الأولاد، ويبقى فكرك مشغولاً بها.
لا شك أنك ستبحث لنفسك عن غيرها، فكيف تبقى معلقاً بحب امرأة متزوجة، فكان الأولى بك أن ترسل إليها من ينصحها -بما أنها قد تزوجت وأنجبت- بحسن التعامل مع زوجها، والسعي في التعايش معه، والقبول به زوجاً وأباً لولدها.
ولذا فإن نصيحتنا لك أن لا تكون سبباً في طلاق بنت عمك بسبب تعلق قلبها بك، فاتق الله تعالى، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أخرجه أحمد واللفظ له، والبزار وابن حبان في صحيحه.
والسعي في إفساد المرأة على زوجها هو فعل الشياطين، ففي صحيح مسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه ويقول: نعم أنت فيلتزمه.
فابتعد يا أخي عن هذه المرأة، واحذر من إفسادها على زوجها.
وأما سؤالك عن طلاقها وعن حضانة ولدها فأمر مستعجل، ومتى حدث فيمكنها هي أن تسأل عنه.
والله أعلم