الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يمن عليك بالشفاء التام العاجل وأن يجعل لك من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ، واعلم أن الابتلاء يكون بالخير كما يكون بالشر، وقد بين الله عز وجل ذلك في محكم كتابه، فقال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ {الأنبياء: 35} ويكون عقابا، كما يكون تمحيصا واختبارا، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط ، والمؤمن لا يصيبه شيء من ذلك إلا كان له به أجر، ففي صحيح مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له . وسبق الفرق بين الابتلاء والعقاب بالتفصيل في الفتوى رقم : 13270 ، نرجو أن تطلع عليها .
وعلى المسلم إذا أصابه شيء من ذلك أن يرضى بقضاء الله تعالى وقدره، ويأخذ بالأسباب التي هي من قضاء الله وقدره لإزالة ما به من ضر، فلم ينزل الله داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، وهو مأجور على كل حال إن صبر.
وأما ما تجده من الوسوسة والتفكير في هذا الأمر فننصحك بالاشتغال عنه بالاعتصام بالله تعالى والمداومة على ذكره والمحافظة على الفرائض وما استطعت من النوافل وأعمال الخير وخاصة الأذكار المأثورة في الصباح والمساء ، فهذا وما أشبهه هو الذي يرد عنك كيد الشيطان ووساوسه، ولا بأس أن تعرض نفسك على طبيب نفسي مسلم ثقة، وللمزيد نرجو أن تطلع على الفتويين :64649 ، 51601 .
والله أعلم .