الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر السائلة الكريمة على مناصرتها للحق وبعدها عن الظلمة وحبها للقرآن الكريم وأهله وحرصها على تعلمه ، فقد حذر القرآن الكريم من الركون إلى الظلمة وصحبتهم والميل إليهم فقال تعالى : وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ {هود: 113} ولذلك فقد أحسنتم عندما ساندتم المظلومين ضد الظلمة.
وبخصوص تسجيلك في هذه الدار فالأفضل لك أن تبحثي عن دار أخرى يقام فيها العدل وينصف فيها المظلوم كما أمر الله تعالى ، وإذا لم تجدي غيرها أو كانت تحصل لك المشقة لبعدها أو ما أشبه ذلك فلا تتركي الفرصة تفوتك بعدم تسجيلك في هذه الدار القريبة منك وخاصة إذا كان أساتذتها أكفاء طيبين ، لأن الشريعة مبناها على جلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتقليلها ، ومن أعظم المصالح حفظ كتاب الله تعالى وتعلم دينه، ومن أعظم المفاسد الجهل بكتاب الله تعالى وبدينه ، وعليك أن ترشدي من استطعت إرشاده وتنصحي للجميع فذلك أساس الدين؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة . رواه مسلم .
ولمعرفة فضل حفظ القرآن الكريم ومنزلة حفظته نرجو أن تطلعي على الفتوى رقم : 19251 .
والله أعلم .