الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة وأن يقر عينك بها في الدنيا والآخرة.
وعليك أن تجتهد في الدعاء لما تريده، فإن الدعاء من أفضل العبادة كما ورد في الحديث الشريف، وهو أيضا وسيلة إلى بلوغ الحاجات. فقد قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها" قالوا: إذا نكثر قال: "الله أكثر" رواه أحمد والترمذي، وقال عنه الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
ومن الأدعية التي يدعو بها المسلم من أجل الإنجاب والذرية دعاء سيدنا زكريا عليه وعلى نبينا صلوات الله وسلامه كما في قول الله تعالى: قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ [آل عمران:38] وفي سورة الأنبياء: رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ {النساء:89}.
ومنها: دعاء إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم: رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ {الصَّافات:100}
ومن الأدعية النافعة على كل حال ولكل مطلب:
دعاء يونس عليه السلام، قال صلى الله عليه وسلم: "دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له" رواه الترمذي والنسائي والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
ومن ذلك كثرة الاستغفار: فقد قال الله تعالى: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح:10-12].
وقال صلى الله عليه وسلم: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب" رواه أحمد وأبو داود والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
ولا بأس بأن تعرض نفسك على طبيب مختص وتعرض زوجتك على طبيبة مختصة ليريا ما إذا كان ثمت شيء يحول دون الإنجاب فيقوما بعلاجه.
والله أعلم.