الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن المسائل التي اختلف الفقهاء في وجوبها وعدمه أو في تحريمها وعدمه، ينبغي للمسلم الاحتياط والورع في شأنها ويحرص على الوقوف على الراجح فيها، ويستعين بالله ويسأله الهدى للحق فيما اختلف فيه، والتوفيق والعون على العمل بما هو راجح، وقد ثبت عند مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في استفتاح قيام الليل: اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
واعلمي أن أخذ القول المرجوح في مسألة ما لا يصل بصاحبه درجة الزندقة، وأقصى ما يمكن أن يصله هو أن يكون عاصياً إذا تبين له رجحان القول الذي خالفه، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 62198، 52193،62866، 72207، 60354.
والله أعلم.