الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن شروط صحة الجمع بين المغرب مع العشاء والظهر مع العصر جمع تقديم الموالاة بين الصلاتين المجموعتين، فإن حصل بينهما فاصل بطل الجمع، وهذا الفاصل يرجع في تقديره لعرف الناس عادة كما سبق تفصيله في الفتوى رقم : 63578 ، وبناء عليه فإذا لم يحصل فصل معتبر شرعا فلا مانع من الجمع في الحالة التي سألت عنها لعدم اشتراط بعض أهل العلم في صحة الجمع أداء الصلاتين المجموعتين في مسجد واحد، ففي الانصاف للمرداوي الحنبلي : قال الإمام أحمد : إذا صلى إحدى صلاتي الجمع في بيته والأخرى مع الإمام فلا بأس . انتهى .
وقال الخرشي في شرحه لمختصر خليل المالكي : يعني أن من صلى المغرب فذا أو في جماعة ثم وجد جماعة يجمعون في العشاء فإنه يجوز له أن يدخل معهم في العشاء حيث كان يدرك معهم ركعة فأكثر لفضل الجماعة على مذهب المدونة للاكتفاء بنية الإمام عن نيته . انتهى ، ويعني بنية الإمام هنا بنية الجمع عند الصلاة الأولى .
ويرى شيخ الإسلام ابن تيمية عدم اشتراط حصول الموالاة بين الصلاتين المجموعتين كما تقدم في الفتوى رقم :16649 .
والله أعلم .