الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي هداك للتمسك بالدين الحق ونسأله تعالى أن يثبتك على ذلك، وشكر الله لك سعيك في بناء مسجد وتعليم الناس الصلاة الصحيحة بعد معرفة الحكم من أهل العلم المعتبرين.
وأما مواقيت الصلاة دخولا وخروجا فالأصل في معرفة ذلك هو العلامات الشرعية كطلوع الفجر وغروب الشمس وزوال الشمس عن وسط السماء وهكذا، أو التقاويم المعتمدة المبنية على تلك العلامات، ولمزيد الفائدة في هذا تراجع الفتوى رقم : 32380 ، وعليه.. فقد يكون التقويم لمدينة دمشق متفقا مع بلدتكم وقد يكون مختلفا ونحن لا نستطيع معرفة ذلك، ويمكنك أن تسأل أهل الخبرة في ذلك في بلدكم أو في دمشق، فإن ذكروا فرقا فلا يصح لكم الاعتماد على تقويم دمشق؛ بل لا بد من تحري العلامات الشرعية وتحديد فوارق التوقيت بين البلدين.
وأما النوافل التي تفعلها فهي أقل قدر للرواتب المؤكدة، وأما أكملها فثمانية عشرة ركعة، قال الإمام الشيرازي رحمه الله في المهذب: فأما الراتبة فمنها السنن الراتبة مع الفرائض وأدنى الكمال فيها عشر ركعات غير الوتر، وهي ركعتان قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء وركعتان قبل الفجر، والأصل فيه ما روى ابن عمر رضي الله عنهما قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الظهر سجدتين وبعدها سجدتين وبعد المغرب سجدتين وبعد العشاء سجدتين . وحدثتني حفصة بنت عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي سجدتين خفيفتين إذا طلع الفجر . والأكمل أن يصلي ثماني عشرة ركعة غير الوتر : ركعتين قبل الفجر، وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء؛ لما ذكرناه من حديث عمر، وأربعا قبل الظهر وأربعا بعدها؛ لما روت أم حبيبة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرم على النار . وأربعا قبل العصر؛ لما روى علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم : كان يصلي قبل العصر أربعا يفصل بين كل ركعتين بالتسليم على الملائكة المقربين والنبيين ومن معهم من المؤمنين . والسنة فيها وفي الأربع قبل الظهر وبعدها أن يسلم من كل ركعتين؛ لما روياه من حديث علي رضي الله عنه : أنه كان يفصل بين كل ركعتين بالتسليم . اهـ .
والله أعلم .