الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في المساجد ولو كان أحد المساجد الثلاثة الفاضلة وهي مسجد مكة ومسجد المدينة ومسجد بيت المقدس لما في مسند الإمام أحمد أن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك قال : قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير لك من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير لك من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير لك من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير لك من صلاتك في مسجدي . ولقوله صلى الله عليه وسلم : صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها . رواه أبو داود وغيره.
فدل هذان الحديثان على أنه كلما كان المكان أستر للمرأة وأبعد عن اختلاطها بالرجال كانت الصلاة فيه أفضل بالنسبة لها ، وهذا لا يعني أنها لا يجوز لها أن تصلي في المساجد، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى الرجال أن يمنعوا النساء من الخروج إلى المساجد فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله . متفق عليه ، زاد أبو داود : وبيوتهن خير لهن . وهذا الخروج من النساء لا يعني أن صلاتهن في المسجد أفضل لما رأيت من تصريح النبي صلى الله عليه وسلم بأن صلاتهن في البيوت أفضل ورخص لهن في الخروج وأقرهن عليه ولم يخرجن جميعا، ولا كن يداومن على ذلك، والذي حملهن على الخروج هو حب سماع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم والخشوع في الصلاة والتأثر بها أكثر، وحرصا على ما قد يسمعنه من العلم والإرشاد ويشهدنه من الخير، وكن يلتزمن بالآداب الشرعية من التستر وعدم التعطر والتزين ونحو ذلك مما يدعو إلى الفتنة، ولما حدث من بعض النساء خلاف ذلك قالت عائشة رضي الله عنها : لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهن المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل . متفق عليه .
والله أعلم .