الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى على السائل الكريم خطورة كسر خاطر الوالدين والوقوع فيما يغضبهما، وأهمية برهما والمحافظة على إرضائهما، إذ أن رضى الرب في رضى الوالدين وسخطه في سخطهما، فمخالفة أمرهما الذي لا معصية فيه صاحبها على خطر عظيم ولاسيما إن كان فيها ما يؤذيهما أو يغضبهما، ولكن لا نستطيع أن نجزم بوجوب طاعة أمرهما في هذه المسألة وأمثالها، ذلك أن فيها فوائد كثيرة ومصالح جمة للسائل وللأيتام ولأمهما، وقد يتعذر على السائل وجود زوجة تقبله غير هذه الأرملة لما ذكر عن نفسه فيكون في منعه منها إضرار به، ولا ضرر ولا ضرار.
وعليه، فإنا ننصح الأخ بمحاولة إقناع والديه يرغبته وكفالة هاتين البنتين والزواج بأمهما، ويشرح لهما ظروفه كلها، فإن اقتنعا فذلك المطلوب، وإن لم يقتنعا وأصرا على موقفهما فليبحث عن زوجة أخرى لا أولاد لها تفاديا لسخط والديه وتجنبا لقطع الرحم، أما كفالة البنتين فبإمكانه أن يقوم بها وهو غير متزوج بأمهما، ولمزيد من الفائدة في موضوع بر الوالدين واختلاف أهل العلم في ضابطه نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 76303.
والله أعلم.