الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة نصوحا، وتعلم أنك قد كنت على شفا هلكة. وكاد الشيطان يغويك ويوبقك، فالمعاصي بعضها يجر إلى بعض. أولها: نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء.. وهلم جرا.
ومن كمال توبتك وصدقها قطع جميع أنواع الاتصال بتلك الفتاة التي استدرجك الشيطان من خلالها. ثم إن شئت بعد ذلك أن تتزوجها فلك ذلك سيما إن كانت ذات دين وخلق. وإلا فننصحك بالبحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق. والوعد بالزواج لا يجب الوفاء به عند جمهور أهل العلم وإن رأوه مستحبا. كما بينا في الفتوى رقم:75161، وما أحيل إليه من فتاوى خلالها.
وينبغي مراعاة المصلحة هنا ودفع المفسدة المترتبة على انتظار التمكن من الزواج بتلك الفتاة لما ذكرت من غلاء تكاليف الزواج ببلدها. فالمسارعة إلى النكاح وإعفاف النفس أولى قطعا للسبل أمام الشيطان، وتحقيقا لما أرشد إليه المصطفى عليه الصلاة والسلام في قوله: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.
والله أعلم