الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنقول لأخينا السائل: هون على نفسك ولا تتعبها بمجاراة الوسوسة والاسترسال معها فإن ذلك يزيد من تحكمها حتى لا تستطيع عمل أي عبادة بصفة اعتيادية، وكنا قد ذكرنا ماهية الوسواس القهري وعلاجه وطرق التغلب عليه في الفتوى رقم : 51239 ، والفتوى رقم : 3086 ، فالرجاء مراجعتهما أولا.
ثم بعد البول والتحقق من انقطاعه والاستنجاء منه عليك أن تنضح فرجك وسراويلك بالماء لأن ذلك سببا لقطع الوساوس بإذن الله تعالى، ولا تلتفت إلى ما يخيل إليك من نزول البول، قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن ينضح على فرجه وسراويله ليزيل الوسواس عنه، قال حنبل: سألت أحمد بن حنبل: قلت: أتوضأ وأستبرئ وأجد في نفسي أني قد أحدثت بعده، قال: إذا توضأت فاستبرئ ثم خذ كفا من ماء فرشه على فرجك ولا تلتفت إليه فإنه يذهب إن شاء الله . انتهى .
كما أنه لا داعي لعصر الذكر بعد الاستنجاء فإنك لو ظللت تعصره ما سلم من ظهور بعض البلل، وأنت لست مطالبا بذلك، كما لا تطالب بغسل البانيو عند الوضوء فيه، وكل ما ذكر من تكرار الوضوء وعصر الذكر وتنظيف مكان الاستحمام لأجل الوضوء فيه هو من التنطع في الدين وآثار الوسوسة نسأل الله لك الشفاء منها، فتوضأ أخي الكريم في المكان الذي يناسبك ولا تتعب نفسك بالتفتيش عن احتمال الإصابة بالنجس ولو تجنبت الحمام فإن ذلك أولى، لكن الوضوء فيه صحيح.
ثم إذا كنت مصابا بالسلس فإذا دخل وقت الصلاة وأردت أن تصلي فبعد الاستنجاء مباشرة ضع ما تتحفظ به على المحل سواء كان خرقة أو منديلا ،المهم أن يكون شيئا يقاوم انتشار النجس، ثم توضأ وصل ولا تلتفت إلى ما يخرج بعد ذلك ولو خرج أثناء الصلاة، هذه كيفية طهارة وصلاة صاحب السلس ، وقد سبق توضيح هذا المعنى في الفتوى رقم : 9346 ، وانظر للفائدة الفتوى رقم : 67038 ، والفتوى رقم : 24165 .
والله أعلم .