الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا ننصحك بالتوبة الصادقة إلى الله تعالى مما بدر منك سابقا، وأن تحرص على الاستقامة على الإيمان والطاعة، وتحذر كل الحذر من الوقوع في أي مظهر من مظاهر الشرك، وتستعين بالله تعالى في تحصيل الاستقامة وتستعيذ به من الشرك.
وعليك بالدعاء الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه حيث قال له: والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره؟ قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.
واعلم أن الله غفور رحيم يغفر جميع الذنوب بما فيها الارتداد إذا صدق العبد في التوبة.
فعليك بالإتيان بكلمة التوحيد كلما صدرت من فمك هفوة، وواظب على الصلاة وحضور مجالس العلم، وأكثر من النظر في كتب الترغيب والترهيب.
وإياك أن يحملك الشيطان على اليأس من الرحمة ومواصلة طريق الضلال، فقد قال الله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه:82} وقال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزُّمر:53}
وراجع في موضوع آية النساء، وفي موضوع هجر أماكن السوء وأهمية الصحبة الصالحة لمن أراد الاستقامة الفتاوى التالية أرقامها: 51043، 26170، 72546، 72497، 31768، 6990، 62681.
والله أعلم.