الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالإحسان إلى الوالدين واجب على كل حال مهما بلغا من العصيان، فليس بعد الشرك ذنب ومع ذلك أمر الله سبحانه وتعالى بمصاحبة الوالدين المشركين في الدنيا معروفا قال تعالى : وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان: 15 } وأما مسألة المصروف فإن كانت محتاجة له أي ليس عندها ما يكفيها فلا يجوز لك قطعه عنها، ولو لم تنفذ ما طلبت منها، فإن النفقة واجبة للوالدين الفقيرين كما سبق بيانه في الفتوى رقم : 15710 ، وإن كانت غير محتاجة فلا ينبغي أن تقطع عنها ما عودتها عليه، ولا سيما إذا كان ذلك يغضبها وتراجع الفتوى رقم : 59063 .
يبقى مسألة ما تخشونه عليها من الفساد فليس أمامكم سوى النصح لها وتخويفها عقاب الله تعالى العاجل والآجل، والاستعانة بأهل الصلاح والنصح، وإذا أمكن أن يسكن أحد منكم معها ليراقبها ويمنعها أن يدخل عليها من لا يحل له أن يدخل عليها، وليس ذلك من عقوقها بل من البر بها فليفعل .
والله أعلم .