الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعبادات الأصل فيها التوقيف، أي أن يقتصر فيها على ما ورد عن الشرع، لقوله صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. فمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في العمل شرط لقبوله، وتخصيص زمان معين لعبادة معينة، واعتقاد أن لذلك فضلا يحتاج إلى دليل من الشرع، وما لم يحصل هذا الدليل كان ذلك التخصيص إحداث في الدين ما ليس منه. والحديث المذكور ذكره الغزالي في إحياء علوم الدين ونصه: روى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال صلى الله عليه وسلم: من صلى يوم الثلاثاء عشر ركعات عند انتصاف النهار.. وقال عنه الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: حديث يزيد الرقاشي عن أنس: من صلى يوم الثلاثاء عشر ركعات عند انتصاف النهار. الحديث أخرجه أبو موسى المديني بسند ضعيف، ولم يقل عند انتصاف النهار ولا عند ارتفاعه. اهـ.
وقد ذكر الغزالي عدة أحاديث واردة في اختصاص أيام الأسبوع ولياليه ببعض العبادة، وهذه الأحاديث منها ما هو ضعيف، ومنها ما هو منكر، ومنها ما روي بغير سند، وإذا علمت هذا فعليك بما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، فإن فيه الكفاية، ودعي عنك ما سواه. وانظري الفتوى رقم: 61655.
والله أعلم.