الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وبعد فنسأل الله تعالى لنا ولكما التوفيق والسداد، وألا يزيغ قلبيكما بعد إذ هداكما إنه سميع مجيب.
ونقول لك أيتها الأخت الكريمة:إن الشيطان يستدرجك في مهاوى الردى ويزين لك المعاصي ويسهل لك أسبابها ويهونها أمام عينيك ويغريك بالوعود والأماني، وتلك عادته. فقد أقسم على إغواء بني آدم وإضلالهم وابتغاء جميع السبل في ذلك كما أخبر المولى جل وعلى حكاية عنه في قوله: وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا* يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا. وقال: ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {الأعراف:17}
وقد حذرنا ربنا سبحانه منه وأخبرنا عن عداوته إيانا وأمرنا أن نتخذه عدوا كما قال: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ] {فاطر:6}
وما تجدينه بقلبك من تعلق بذلك الفتى الذي مازال أجنبيا عنك، ومن لهفة للقائه والحديث معه إلى آخر ما وصفت ما هو إلا ثمرة لإغواءات الشيطان وإغراءاته لك بالحرام.فأقلعي وكفي قبل فوات الأوان وقبل أن يستدرجك الشيطان إلى ماهو أعظم.
وتوبي إلى الله توبة نصوحا مما كان، وليتب خطيبك إليه. ولمعرفة شروط التوبة الصادقة انظري الفتويين رقم: 5091، 6796.
واعلما أن من شروط صحة النهايات تصحيح البدايات، فكفا عن الحرام، وعجلا بإتمام الزواج، واعلما أن الخاطب أجنبي عن المرأة مالم يعقد عليها عقدا شرعيا، ومجرد الخطبة والوعد بالزواج لا يبيح أمرا محرما. فإذا حصل العقد أصبحت المرأة زوجة. وقد فصلنا القول في ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19340، 18477، 1847، 1151.
ولمعرفة حكم الحب في الإسلام، وكيفية علاج العشق نرجو مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية:9360، 4220، 5707. وراجعي الفتويين رقم:45148، 11317، في وصف الجنة والنار.
والله أعلم.