الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليك أيها السائل الكريم هو قطع تلك العلاقة الآثمة فورا، وقطع جميع أنواع الاتصال بتلك الفتاة سواء أكانت بالهاتف أو عن طريق الإنترنت. إذ لا يجوز للرجل إقامة علاقة مع امرأة أجنبية عنه ولو كان ذلك لغرض الزواج. كما بينا في الفتاوى ذات الأرقام التالية:51437، 1072، 1932.
ولكن إن رأى منها ما يدعوه إلى نكاحها أو أراد خطبتها فله أن ينظر إليها أو يسمع منها ما قد يدعوه إلى نكاحها، فإن حصل له ذلك كف عنها وأتم خطبتها وعقد عليها أو تركها وطلب غيرها من ذوات الدين والخلق، ولا حرج في ذلك فإنما شرع النظر إلى المخطوبة ليكون الرجل على بينة من حال خطيبته وليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها فيعقد عليها أوعدمه فيدعها.
وما دمت غير راض عن شكل تلك الفتاة ولا يعجبك جمالها فلا حرج عليك في ترك خطبتها. بل الأولى- والذي ننصحك به- أن تبحث عن غيرها من ذوات الدين والخلق والجمال فذلك أحرى لدوام النكاح وعدم ظلم المرأة. وينبغي أن تتعذر إليها بما لا يكسر خاطرها.
وإن كان إيمانها صادقا فلن يردها فراق خطيب أو فقد حبيب، ولذا قال أبو بكر رضي الله عنه كلمته المشهورة: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت. وللفائدة نرجو مراجعة الفتوى رقم: 10561.
وأخيرا نوصي السائل بتقوى الله عز وجل ونحذره من معاصيه، فالمسلم ينقاد لأوامر الله تعالى فيرغم نفسه على ما تكرهه من الطاعة وعلى ترك ما تهواه من المعاصي، ومن الخطأ أن يقول المسلم: إما أن أظفر بما تهواه نفسي، أو أقع في معصية الله.
والله أعلم.