الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الخطأ المذكور الناتج عن سبق لسان لا يؤثر في صحة العقد، فالعقد صحيح باطنا أي فيما بينك وبين الله عز وجل، ما دام قصدك شقيقته، فإن العبرة بما في القلب، قال ابن قدامة: فصل: ومحل النية القلب؛ إذ هي عبارة عن القصد، ومحل القصد القلب، فمتى اعتقد بقلبه أجزأه، وإن لم يلفظ بلسانه، وإن لم تخطر النية بقلبه لم يجزه. ولو سبق لسانه إلى غير ما اعتقده لم يمنع ذلك صحة ما اعتقده بقلبه. انتهى.
وذلك أن سبق اللسان مما عفا الله عز وجل عنه لأنه غير داخل تحت الاختيار. قال ابن القيم: فإن خواطر القلوب وإرادة النفوس لا تدخل تحت الاختيار، فلو ترتبت عليها الأحكام لكان في ذلك أعظم حرج ومشقة على الأمة.. والغلط والنسيان والسهو وسبق اللسان بما لا يريده العبد بل يريد خلافه.. من لوازم البشرية لا يكاد ينفك الإنسان من شيء منه؛ فلو رتب عليه الحكم لحرجت الأمة وأصابها غاية التعب والمشقة، فرفع عنها المؤاخذة بذلك كله. انتهى.
والله أعلم.