الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ما أفتاك به الشيوخ المذكورون صواب؛ لأن ما تعاني منه مجرد إحساس بسبب الوسوسة في الطهارة، وهو من تخييل الشيطان وكيده للمسلم ومحاولته التشويش عليه في جميع عبادته وخصوصا الطهارة؛ لأنها شطر الإيمان ومفتاح الصلاة؛ كما في الحديث الصحيح.
ومما يجب التنبيه هو أن التعب والملل والوسوسة وغير ذلك من الأمور النفسية ليست مبررا لترك الصلاة أو التهاون بها ما دام المرء يتمتع بعقله، فلتحافظ على صلاتك في المستقبل، ولتقض ما تركت منها إن كنت تركت منها شيئا. واعلم أن إهمالك للصلاة هو هدف الشيطان من وسوسته إليك فلا تطعه ولتثق بالله تعالى ولتتوكل عليه ولتكثر من فعل القربات التي تزيد إيمانك وتبعدك عن القلق كقراءة القرآن وصلاة النوافل والمحافظة على الأذكار.
واعلم أن علاج الوسوسة ليس في الاسترسال معها والانقياد لها، وإنما علاجها في الالتجاء إلى الله تعالى في صرفها والاستعاذة به منها والإعراض عنها مع قراءة المعوذتين باستمرار، وانظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 25531، 38269، 38269. والفتوى رقم: 61424، والفتاوى المحال عليها فيها.
والله أعلم.