الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فذكر الموت وما بعد الموت ينبغي أن يكون دأب كل مسلم؛ لما روى الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي واللفظ له، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فَأَكْثِرُوا من ذِكْرِ هَاذِمِ اللذَاتِ المَوْتِ، فَإِنّهُ لَمْ يَأْتِ عَلَى الْقَبْرِ يَوْمٌ إِلاّ تَكَلّمَ فيه يَقُولُ: أَنَا بَيْتُ الغُرْبَةِ، وأَنَا بَيْتُ الوَحْدَةِ، وأَنَا بَيْتُ التّرَابِ، وَأَنَا بَيْتُ الدُودِ... إِنّمَا القَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنّةِ، أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النّارِ.
ولذكر الموت وسائل منها:
· الإكثار من تلاوة القرآن وتدبره، وتذكر ما أعده الله تعالى لأهل طاعته من الكرامة، وما أعده لأهل معصيته من الخزي والذل والندامة.
· الشعور بالتقصير في حق الله تعالى... فإذا شعر العبد أنه مقصر في طاعته لربه كان ذلك سببا في نشاطه.
· زيارة القبور، ففي الحديث الشريف: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة. رواه أحمد وصححه الأرناؤوط.
· صحبة الصالحين؛ فإنهم نعم العون للعبد في طريقة إلى الله تعالى، يذكرونه إذا نسي، وينبهونه إذا غفل ويحببونه في الآخرة، ويزهدونه في الدنيا الفانية.
إلى غير ذلك من الأمور التي تجعل العبد يزهد في الدنيا ويقبل على الله صادقا.
والله أعلم.