الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نسأل الله الشفاء لوالدك ونهنئك بما أنعم الله عليك به من القيام برعايته والعناية والعفة عن ماله ، ونفيدك أنه ينبغي أن تحسن الظن بأخواتك فربما تكون مشاغل تربية العيال والقيام بالواجبات الزوجية شغلتهن ، وعليك أن تناصحهن وتذكرهن بحقوق الوالدين وبصلة الرحم، وأن تحرص أنت وأخوك على التواصل معهن، وتتغاضيان عما يحصل منهن من تقصير، وتبادلا السوآى بالحسنى، ففي حديث مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لمن سأله فقال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون علي، فقال صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك.
واعلم أنه يجوز لك إذا كان أبوك عنده أموال أن تنفق على تكاليف دوائه من ماله، ولكن إنفاقك عليه من مالك أعظم أجرا لك وأسلم لعرضك ، وليس لك أن تعطي البنات من مال الأب شئيا ما دام حيا، وهن مكفولات غير محتاجات للإنفاق عليهن ، وأما إذا توفي فإن حقهن في الميراث حق واجب لهن فريضة من الله، ويجوز لهن طلبه بعد وفاته ولا معرة عليهن فيه. وراجع للمزيد في الموضوع وفي خطورة عقوق الوالدين الفتاوى التالية أرقامها : 69295 ، 65834 ، 54896 ، 36831 ، 62024 ، 50374 .
والله أعلم .