الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزنا من أخطر الفواحش وأشدها إثما وأكثرها جرما، وهو مع المحارم أشنع وأبشع، وقد بينا عقوبة مرتكب تلك الفاحشة في الفتويين : 3970 ، 16574 ، ولعظمة هذه الفاحشة يحرم تحريما غليظا أن تنسب ويرمى بها أحد ما لم تقم بينة قطعية على فعله لها.
وعليه، فاحذري من ذلك أشد الحذر، ولو كنت على يقين تام مما ذكرت فيجب عليك أن تستريه لما ذكرنا في الفتوى رقم : 33617 ، ولك في هذه الحالة نصح أمك بحكمة وموعظة حسنة، ومنعها من الوقوع في مثل تلك المعاصي، وذلك من البر بها كما بينا في الفتوى رقم : 46294 ، وما أحيل إليه من فتاوى خلالها.
وأما الأوهام التي تراودك وهي كونك ابنة أخيك الذي يزني مع أمك ولست ابنة أبيك، فهذه من الشيطان، وعليك صرف النظر عنها وعدم الخوض فيها ، والولد إنما هو للفراش، ولا يمكن نفي النسب إلا من قبل الزوج بملاعنة الزوجة إن تبين له زناها وكونها حملت من زنا؛ كما بينا ذلك مفصلا في الفتوى رقم : 65845 ، وما أحيل إليه من فتاوى خلالها.
وبناء عليه فالمرأة أمك والرجل أبوك وأبناؤه إخوتك وأبناء أخواتك من محارمك لأنك خالتهن فلا يجوز لهم نكاحك، وقد بينا المحرمات من النساء في الفتوى رقم : 9441 ، ومن شعرت بالشهوة نحوه من محارمك يجب عليك الكف عنه وعدم الخلوة به وعدم ملامسته. وانظري الفتوى رقم: 24441 .
والله أعلم .