الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يغنيك بحلاله عن حرامه، وبطاعته عن معصيته، وبفضله عمن سواه. واعلم أنه لا يجوز لك العمل فيما من شأنه المساعدة على إرسال الرسائل المتعلقة بالأبراج أو الأغاني الماجنة أو الموسيقية أو نحو ذلك من الأمور المحرمة، وكذلك الرسائل المتعلقة بالنكت ونحوها من الأمور التي لا تنفع ولا تتقوم بمال وذلك لعموم قوله تعالى : وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة: 2 } وراجع الفتويين : 50387 ، 30415 .
واعلم وفقك الله أن من اتقى الله جعل له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم : إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرا منه . رواه أحمد .
فإذا كنت لا تستطيع الاقتصار في عملك على ما هو مباح والامتناع عما هو حرام فيجب عليك تركه على الفور سواء كان ذلك عملك الأساسي أو كان عملا إضافيا ما لم تضطر إلى البقاء فيه، بحيث إذا تركته لا تجد ما تأكل أو ما تلبس ونحو ذلك ، فإذا كان الأمر كذلك فيجوز لك البقاء فيه حتى تجد عملا غيره تندفع به الضرورة، علما بأن الضرورة تقدر بقدرها. هذا، واعلم أنه لا يجوز الانتفاع من دخل هذا العمل إلا بمقدار ما كان مقابل عمل مباح كإرسال الرسائل المباحة كالأدعية والأحاديث ونحو ذلك ، وما بقي فإنه يصرف في مصالح المسلمين كإعانة الفقراء والمساكين وبناء المستشفيات الخيرية ونحو ذلك .
والله أعلم .