الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإجراء عملية ترقيع للبكارة لا يجوز لما يشتمل عليه من المحاذير الشرعية. ولك أن تراجع في ذلك فتوانا رقم: 5047.
ثم اعلم أن ما ذكرت أنك أعطيته لتلك الفتاة من الأمل في الحياة حتي تواصل حياتها، والبحث لها عن طبيب يعيد إليها عذريتها، وغير ذلك من الاحتكاك بها حتى حدث بينكما ما ذكرته من الوقوع في الفاحشة، إنما هو من استدراج الشيطان. والله جل وعلا يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ. {النور: 21}. وقد حرم الله تعالى الزنا وحرم الطرق الموصلة إليه، فقال عز من قائل: وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا {الإسراء:32}.
وينبغي أن تفكر في كلمة "لا تقربوا"، فإنها أمر بغض البصر وعدم الخلوة بالأجنبية وأن لا تخضع المرأة بالقول ولا تخرج متبرجة...
ولا شك أن الانفراد بالفتاة والحديث معها في أمورها الخاصة إلى أن يصل الأمر إلى ذكر العذارة هو اقتراب شديد من الزنا، وأقل ما يتوقع منه هو ما حدث بينك وبين تلك الفتاة.
أما الآن، فإذا كنت -حقا- قد شعرت بالذنب وتريد التوبة منه، فاعلم أن من شروط التوبة الإقلاع عن المعصية والندم عليها والعزم على أن لا يعاد إليها.
واعلم أن الذي أوقعك أولا في الفاحشة هو ادعاؤك أنك تحاول مساعدة تلك الفتاة وإعادة الأمل إليها، وأنك في معصية ما لم تقطع الصلة بها. وأن ما ذكرته عن نفسك من التوبة غير صحيح ما دمت مستمرا على تلك الصلة والمساعدة.
والخلاصة أنه لا يجوز لك السعي مع تلك الفتاة فيما تريده، وأنك مستمر في الإثم ما لم تقطع صلتك بها، وأنه لا يجوز لك دفع المال عنها فيما تريد القيام به ولو كان تطوعا منك فما بالك إذا كنت تدفعه على أنه زكاة مال ..هذا أمر عجيب.
والله أعلم.