الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن حق الزوجة على زوجها أن يوفر لها سكنا مستقلا لها، ولا يلزمها أن تسكن مع عائلة الزوج. قال خليل المالكي في مختصره: ولها الامتناع من أن تسكن مع أقاربه. اهـ
وإنما كان للزوجة الحق في سكن مستقل لما يترتب على سكناها مع أقارب الزوج من الضرر، مثل اطلاعهم على ما لا تحب أن يطلعوا عليه، ونحو ذلك. وخصوصا أنك ذكرت ادعاءها التأذي من كلام جدتك الفاحش، وارتفاع أصوات إخوتك فيما بينهم، والعفن الموجود في البيت لقدمه، وأن البيت مشترى من مال مشوب بالربا، وقولها إنها لا ترضى بأن تكون عالة على أبيك...
فهذه كلها مبررات تجعل زوجتك معذورة في استنجادها بأمها لما عرفت أنك أنت لا تولي طلبها أي اهتمام، وخاصة أنها مريضة كما ذكرت.
وما اشترطه أبوك على أبيها من أنها ستعيش مع أسرتك في بيت واحد إلى أن يتيسر الحال لكما، فإنه شرط كان من واجبها أن تفي به لولا ما ذكرته من تضررها. ففي شرح الدردير عند قول خليل: (إلا الوضيعة) قال: فليس لها الامتناع من السكنى معهم، وكذا الشريفة إن اشترطوا عليها سكناها معهم، ومحل ذلك فيهما ما لم يطلعوا على عوراتها...
وقال الدسوقي: وقوله: ما لم يطلعوا إلخ أي وإلا كان لكل منهما الامتناع، ومثل الاطلاع المذكور ثبوت الضرر بغيره.
وعليه، فإننا لا نرى أن زوجتك ناشز، ولا أنها قد فعلت ما يستوجب الاعتذار لأهلك، ولا أن أباها قد نقض العهد. ولكنها لو اعتذرت لأهلك لكان ذلك أدعى إلى رأب الصدع وتحصيل الألفة.
والله أعلم.