الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل أن الدم الذي ينزل من رحم المرأة هو دم حيض يمنعها مما يمنع منه دم الحيض، ولا يجوز لها أن تنتظر حتى تتأكد هل هو دم حيض أم لا، وفي حالة ما إذا تبين لها أنه دم حيض فلا تقضي الصلاة، بل عليها أن تقضي الصوم فقط ، وإذا تبين لها أنه ليس بدم حيض لكونه لم يستمر أقل مدة الحيض وهو يوم وليلة، فإن عليها أن تقضي الصلاة التي تركتها لأنه تبين أنها تركتها لغير عذر، وفي حالة ما إذا توقف توقفا تاما سواء كان توقفه بسبب الحبوب أو من تلقاء نفسه فإنها تعتبر طاهرة وعليها ما على الطاهرات ، وإذا حصل أنه يأتي وينقطع فإنها تنظر فإن كان يأتيها وينقطع في خلال خمسة عشر يوما فالجميع حيض لأن أكثر مدة الحيض خمسة عشر يوما، وكذلك إذا عاد إليها بعد طهرها بخمسة عشر يوما فهو حيض جديد. وإذا كان ينقطع ويعود في خلال الخمسة عشر يوما فالجميع دم حيض كما قلنا وما بينهما أيضا حيض على ما رجحه كثير من أهل العلم تقضي الصوم الذي صامته فيه، وأما الصلاة فلا شيء عليها في فعلها لأنها معذورة .
والله أعلم .