الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا في جملة من الفتاوى السابقة ومنها الفتوى رقم : 21916 ، أن إساءة الأم وتقصيرها في تربية ابنها أو ابنتها وما يجب من الرعاية والحقوق عليها لا يبيح عقوقها ولا الإساءة إليها قولا أو فعلا، بل يجب برها، والصبر على أذيتها، وتجنب ما قد يغيظها. ومجاهدة النفس على ذلك والصبر عليه من البر، كما بينا في الفتوى رقم : 30004 ، فيجب عليك أيتها السائلة الكريمة أن تبري أمك على ما كان منها، وأن لا تردي عليها بالمثل، ونرجو الله أن يغير نظرتها إليك وانطباعها عنك فيتبدل الكره محبة والنفور إقبالا وقربا قال تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت: 34 } وقال في حق الوالدين: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان: 15 } وقال: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء: 23 ـ 24 } وللفائدة انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية : 19409 ، 68850 ، وننصح والدة السائلة بأن تتقي الله تعالى في ابنتها، وأن لا تحملها وزر غيرها، ولتعلم أن الوالد أو الوالدة وإن كان بره واجبا وحقه عظيما على ولده لا يجوز له هو أن يسيء على ولده، ولا أن يذله أو يغتابه. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم : 56480 .
والله أعلم .