الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
نسأل الله لك الثبات والتوفيق لما يحبه ويرضاه، ولتعلمي أن من حق المرأة أن تعمل وتنتج... ولكن بشرط أن يكون ذلك مضبوطاً بالضوابط والآداب الشرعية، فمن المعلوم أن الشريعة الإسلامية لا تمنع المرأة من تعلم العلوم النافعة، أو أن تعمل في الأعمال المشروعة التي لا تتنافى مع طبيعتها... وإن كان قرارها في بيتها أفضل لها إذا لم تكن محتاجة إلى العمل، أو يكن المجتمع بحاجة إلى عملها، وسبق بيان ذلك بالتفصيل والأدلة في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 22863، 45892، 15020، نرجو أن تطلعي عليها وعلى ما أحيل عليه فيها.
وبخصوص عملك الذي أشرت إليه فنرجو ألا يكون به حرج ما دمت ترسلينه عبر البريد الإلكتروني، ولا يتطلب ذلك خروجك أو سفرك والاختلاط بالرجال الأجانب والخلوة بهم... ولذلك فلا نرى مانعاً شرعياً أو خطأ في العمل المذكور، وإذا اشترط عليك خطيبك ترك العمل ووافقت على ذلك فإن من حقه أن يمنعك من الخروج والعمل بعد أن تصبحي على ذمته أي بعد أن يعقد عليك، وكذلك إذا اشترطت عليه الاستمرار في العمل ووافق على ذلك فليس من حقه أن يمنعك منه ما دام عملاً مشروعاً، لأن المسلمين على شروطهم؛ كما في الحديث الذي رواه أبو داود وغيره مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.