الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنريد أن نلفت انتباهك إلى جملة أمور هي:
1. أن عالم الجن من الغيب الذي لا اطلاع لأحد على أحواله بوجه دقيق، إلا في حدود ما ورد من نصوص شرعية، كقول الله تعالى: إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ {الأعراف:27}.
2. أن الابتلاءات والمصائب التي تصيب المرء ليست بالضرورة لنقص في عبادته. فهذا نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام يبتليه الله في جسده فيصبر، ويبتليه في ماله فيصبر، ويبتليه في أهله فيصبر، حتى قال تعالى عنه: وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ {ص: 44}.
3. أن الرقية الشرعية قد لا تصادف الإجابة، إما من جهة الراقي، كأن يكون على اعتقاد غير صحيح، أو ينقصه حسن التوكل على الله وصدق اليقين به، وإما من جهة المسترقي، فقد لا تكون مصلحة المريض في الشفاء أصلا، ويكون ذلك من جملة المصائب التي تصيب المؤمن في الدنيا، وتكون له أجرا في الآخرة وذخرا.
وعلى أية حال، فإنا ننصح هذا المبتلى وأهله بالالتجاء إلى الله تعالى والتضرع إليه، فهو سبحانه الذي يكشف السوء ويجيب المضطر، قال تعالى: أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَءِِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ {النمل: 62}. وليعلموا أن الإنسان لا يدري ما هو الأصلح له.
والله أعلم.