الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اهتمام العبد الطائع لله تعالى والمستقيم على دينه بما تطمح له النفس من تحقيق المصالح الدنيوية لا حرج فيه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. رواه مسلم.
وإنما المذموم إيثار الدنيا على الآخرة، والانهماك في تحصيل الرزق المضمون، وتضييع المأمورات التي كلف بها العبد، فيحرص على الحضور بمتجره ويضيع الحضور للصلاة في الجماعة، ويحرص على الترقى في تخصصه الدراسي، ويضيع تعلم ما يصلح به دينه من تعلم أمور الإيمان والعبادات، ويحرص على إرضاء من يرى أنهم يفيدونه في مصلحة دنيوية، ولا يهتم بإرضاء الله الذي بيده تحقيق مصالح العباد في الدارين.
فاحرص أخي على الاهتمام بدينك، واهتم أيضاً بما تطمح له من تطوير نفسك، وأنفق مما تتحصل عليه في وجوه الخير كالإنفاق على الأهل وصلة الأرحام ومنفعة المسلمين، ويلزمك التحري في البعد عما يخدش دينك أو يؤثر على الاستقامة من ترك الطاعات والانشغال عنها أو مخالطة أهل الضلال والفساد ومشاركتهم فيما هم فيه. وإن عرض أمام خياران في أمر ما فاحرص على الأسلم لدينك دائماً، وراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 71143، 58722، 63043، 57583.
والله أعلم.