الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذهب بعض أهل العلم إلى جواز السفر للتجارة دون إذن الوالدين قال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم : وليس قول من قال من علمائنا : يجوز له السفر في طلب العلم وفي التجارة بغير إذنهما مخالفا لما ذكرته ــ من وجوب طاعتهما في كل ما ليس بمعصية ــ فإن هذا كلام مطلق وفيما ذكرته بيان لتقييد ذلك المطلق . اهـ .
وقال في البحر الرائق : وأما سفر التجارة والحج فلا بأس بأن يخرج بغير إذن والديه لأنه ليس فيه خوف هلاكه .اهـ . وكذا قال العيني في عمدة القاري، والجصاص في أحكام القرآن وغيرهم ، فيجوز لك أن تسافر دون إذنها للعمل والتجارة، ونوصيك ببر الأم والإحسان إليها وكسب رضاها وحاول إقناعها بالكلمة الطيبة والأسلوب الحسن اللين ، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد، إنه سميع مجيب. وانظر الفتوى رقم : 60672 ، وننصحك بأن تعرض على أمك الفتوى، وتبين لها الحكم الشرعي، وأنه لا خوف عليك، وخاصة أنك مقيم في نفس الدولة، فيمكنك زيارتها في فترات متقاربة، فإن أصرت أمك على موقفها واستطعت الصبر على وضعك وعملك طاعة لها، فلا شك أنك مأجور وسيفتح الله عليك من فضله .
والله أعلم .