الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتعمد الفطر في نهار رمضان معصية شنيعة، بل قد عدها بعض أهل العلم من كبائر الذنوب ففي الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيتمي الشافعي : الكبيرة الأربعون والحادية والأربعون بعد المائة ترك صوم يوم من أيام رمضان والإفطار فيه بجماع أو غيره بغير عذر من نحو مرض أو سفر ) أخرج أبو يعلى بإسناد حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال حماد بن زيد ولا أعلمه إلا وقد رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : عرى الإسلام وقواعد الدين ثلاثة عليهن ابتني الإسلام من ترك واحدة منهن فهو بها كافر حلال الدم : شهادة أن لا إله إلا الله والصلاة المكتوبة وصوم رمضان . وفي رواية : من ترك منهن واحدة فهو بالله كافر ولا يقبل منه صرف ولا عدل وقد حل دمه وماله . والترمذي واللفظ له وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه والبيهقي : من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض لم يقضه صوم الدهر كله وإن صامه . وذكره البخاري تعليقا غير مجزوم به فقال : ويذكر عن أبي هريرة رفعه : من أفطر يوما من رمضان من غير عذر ولا مرض لم يقضه صوم الدهر وإن صامه . وأخذ بظاهر هذا الخبر علي وابن مسعود رضي الله عنهما فقالا : إن من أفطر يوما من رمضان لا يقضيه صوم الدهر . لكن قال النووي في شرح المهذب إسناده غريب وإن سكت عليه أبو داود . انتهى .
ومن جامع في نهار رمضان متعمدا فليبادر بالتوبة إلى الله تعالى، وليكثر من الاستغفار، وتجب عليه الكفارة الكبرى والتي تقدم تفصيلها في الفتوى رقم : 1104 ، وللمزيد راجع الفتوى رقم : 12069 ، هذا بالنسبة للرجل، أما المرأة فلا كفارة عليها على الراجح كما تقدم في الفتوى رقم : 41607 .
والله أعلم .