الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على المسلم أن يتحرى الحلال في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه، فكل لحم نبت من سحت فالنار أولى به، كما في المستدرك وغيره وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا يدخل الجنة جسد غذي بالحرام . رواه البيهقي وصححه الألباني .
وبناء عليه فإذا كانت هذه الأشياء مما خصصته الروضة لإطعام الأطفال فلا يحل أخذها بدون إذن من الجهة المخولة بالإذن في ذلك صراحة أو ضمنا ، وإن كانت هذه الأشياء مما يرمى ويتلف فلا مانع من أخذها والانتفاع بها بعلم الإدارة أو بدون علمها لأنه لا معنى لرميها إلا أنها أباحت لمن شاء الانتفاع بها ، جاء في الإنصاف : ومن سبق إلى مباح... وما ينتبذه الناس رغبة عنه فهو أحق به . اهـ .
وينبغي أن يعلم أن الموظف أمين على ما تحت يده من الأمور، فلا يجوز له التصرف فيها إلا فيما أذن له من التصرف، وإن لم يكن مأذونا فيه فالتصرف غير جائز، وهو من الخيانة للأمانة التي أؤتمن عليها ومن أكل المال بالباطل، وكل هذا محرم لقول الله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ {الأنفال: 27 } ولقوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {النساء: 29 } ولعموم قوله صلى الله عليه وسلم : لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه . أخرجه الدارقطني وأحمد والبيهقي وغيرهم وصححه الألباني .
والله أعلم .