الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فصلة الرحم من آكد الواجبات، وقطعها محرم، قال الله تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ* أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ {محمد:22-23}، وفي صحيح البخاري من حديث جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة قاطع. وصلة الرحم تحصل بما يعد صلة في عرف المجتمع، كالزيارات والاتصال عبر الهاتف والإهداء وغيرها.. ولا شك في أن ما ذكرت أنك تفعلينه من الذهاب لزيارة أخواتك كل جمعه يعتبر صلة ما لم يكن العرف عندكم يقتضي خلاف ذلك.
ولكن أمك لها عليك حقوق كثيرة، قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا {الأحقاف:15}، وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي يا رسول الله، قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك. رواه البخاري ومسلم.
وروي عن طلحة بن معاوية السلمي رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إني أريد الجهاد في سبيل الله، قال: أمك حية؟ قلت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: الزم رجلها فثم الجنة. رواه الطبراني.
وفي الحديث: رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد. رواه الترمذي والحاكم وصححه الألباني.
وبناء على جميع ما ذكر، فالذي ننصحك به هو أن تلزمي ما تريده منك أمك، ما لم يكن فوق طاقتك، أو يؤدي بك إلى التقصير في الواجبات الزوجية، أو في شيء من الواجبات الأخرى.
والله أعلم.