الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرته عن أخيك من اتهامه لك بما لا يقوم عليه دليل، ومن امتناعه من الصلح معك لمَّا جئته يوم العيد بزوجتك وأولادك، هو -في الحقيقية- أمر لا يحسن من مثله كأخ أكبر، وكرجل قد بلغ من العمر ما بينته في السؤال، ومع هذا فما ذكرته لا يبيح لك أن تقطعه، فقد جاء في صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.
ثم إنك إذا استمررت على الإحسان إليه والتواصل معه، واستمر هو على قطيعتك فإن عاقبة ذلك ستكون خيراً لك، فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك. وفيه أيضاً عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله.
والله أعلم.