الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن على المسلم أن يكف عليه لسانه ويحذر من زلاته، فقد قال الله عز وجل: مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ {ق:18}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: وإن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب. رواه البخاري، وفيه أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم قال: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة.
فلا يجوز للمسلم أن يتهم أخاه بالخبث واللؤم أو غير ذلك من الأوصاف القبيحة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام.. رواه مسلم.
والأصل في المسلم البراءة، وكل مولود يولد على الفطرة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه يكون عنده استعداد لقبول الخير والشر... وعلى المسلم أن يعود نفسه على الأخلاق الفاضلة ويجنبها الأخلاق الفاسدة، ويستعين على ذلك بالدعاء وسؤال الله تعالى من فضله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ... إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم، ومن يتحرى الخير يعطه، ومن يتوقى الشر يوقه. رواه الطبراني وغيره وحسنه الألباني.
ولذلك فالصفات الحميدة تكتسب بالتعلم ومن البيئة.. وكذلك الصفات السيئة. وينبغي لمن سمع شيئاً مما يكره أن يقابل الإساءة بالإحسان، وسيجد نتيجة ذلك إن شاء الله تعالى كما أرشدنا إليه الله جل وعلا، فقد قال سبحانه وتعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ {فصلت:34}، كما أن عليه أن يخلص نفسه من العقد النفسية والوساوس الشيطانية بصلته بالله تعالى وصحبة الصالحين... والاستعاذة من الشيطان والبعد عن الفاسدين... وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلع على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 42432، 46253، 55527.
والله أعلم.