الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففي جواب هذا السؤال نقاط ينبغي أن تكون واضحة للسائلة:
النقطة الأولى: أنه لا يستقيم أن تكون العلاقة بينها وبين والدها معدومة كما تقول، بل الواجب أن تقوم على البرّ والإحسان وخفض الجناح من قبل البنت تجاه والدها، وعلى الرعاية وحسن التربية من جانب الأب تجاه ابنته، وإذا كانت البنت ترى أن والدها مقصر معها في نفقاتها الدراسية بالجامعة فإن ذلك لا يكون مسوغاً لكي تقصر هي في حقه والقيام بما يجب عليها تجاهه، قال الله تعالى: وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.
النقطة الثانية: لا يجوز للبنت أن تأخذ من مال أبيها بدون علمه ولو كان في نيتها أن تسدده بعد تخرجها وعملها، فإن فعلت كان ذلك سرقة واعتداء، والله تعالى يقول: وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}، وفي الحديث: لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه. رواه أحمد.
ولا يحل لأمها أن تعينها على ذلك أو أن ترضى بهذا الفعل من ابنتها أو من غيرها، وعلى البنت أن تستسمح من أبيها فيما أخذت حتى الآن، وتكفّ عن الأخذ فيما يستقبل مع وجوب التوبة إلى الله عز وجل.
النقطة الثالثة: إذا كان والدك يأمر أخاك بأن يدفع لك من ماله الذي عنده فيمتنع الأخ فلك أن تأخذي ما أمر لك به والدك بدون علم أخيك، ويتعين عليك إخبار والدك بذلك حتى لا يحسب تلك الأمول على أخيك عند محاسبة والدك له.
والله أعلم.