الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فندعوك -أيتها الأخت الكريمة- إلى أن تهوني على نفسك هذا الأمر، وتعلمي أن المؤمن لا يصيبه إلا ما هو خير له، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
ثم اعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، ولعل ما حصل فيه لك خير كثير، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ {البقرة:216}، وقال تعالى: فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، واعلمي أن فسخ الخطبة قبل الزواج أهون بكثير من فسخها بعد أيام من الزواج، فعليك أن ترضي بقضاء الله تعالى وقدره، ففي الحديث: فمن رضي فله الرضى، ومن سخط فله السخط.
وأن تلجئي إلى الله تعالى بأن يذهب ما بك، وأن يسهل أمرك، ويختار لك الذي فيه الخير، وعليك بشغل وقتك بالنافع المفيد، والابتعاد عن الخواطر والأفكار التي تفسد عليك دنياك ولا تصلح معها آخرتك، ونسأل الله أن ييسر أمرك، ويرزقك زوجاً خيراً من هذا الذي فسخ خطبتك.
والله أعلم.