الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيتعين على المسلم أن يظل دائماً بين الخوف والرجاء، وعليه أن يقوي جانب الرجاء حينما يريد الشيطان أن يلبس عليه ويقنطه من الرحمة، ويقوي الخوف عندما يريد تأمينه من سخط الله وغضبه، ويدل لتأكيد الحرص على الأمرين، قوله تعالى: وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا {الأعراف:56}، وقوله في وصف بعض الأنبياء: وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا {الأنبياء:90}، ويدل لخطورة اليأس وأمن غضب الله قوله تعالى: وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ {الحجر:56}، وقوله تعالى: أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ {الأعراف:99}، وقال الناظم:
والخوف والرجاء واجبان * بوفقهم ومتلازمان
لأن محض الخوف يأس والأمل * مجردا أَمْنٌ وكل انحظل
قو الرجا إذا العدو جعلا * يقطع من نفع المثاب الأملا
وهكذا إذا وجدت كسلا * حصل عند قصدك التنفلا
وبناء عليه فننصحك بالإكثار من مطالعة كتب الترغيب والترهيب، والنظر في كتب السير، وبالحفاظ على الصلاة والأذكار المقيدة والمطلقة، والتوبة الصادقة والإنابة لله كلما حصلت منك هفوه، وراجعي للمزيد في الموضوع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 73364، 65393، 46678، 34952، 33728، 25072، 21032.
والله أعلم.