الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ترتيل القرآن معناه -كما قال أهل العلم- قراءته بتؤدة وطمأنينة مع تدبر معانيه ومراعاة أحكام تجويده والمحافظة عليها. والترتيل عند علماء القراءة مرتبة من مراتب التلاوة الثلاثة وهي: الترتيل والتدوير والحدر، وأفضلها الترتيل وهو ما أشار إليه القرآن الكريم، كما قال الله تعالى: وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا{المزمل:4}، لذلك أكّد الأمر به بالمصدر وهو (ترتيلا).
ولا يتحقق الترتيل إلا بتطبيق أحكام التجويد المستمدة من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ثبتت عنه بالنقل المتواتر والأحاديث الصحيحة دون إفراط ولا تفريط.
وأما التغني بالقرآن فمعناه تحسين الصوت به من غير تكلف ولا تعسف.. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: زينوا القرآن بأصواتكم. رواه أحمد وغيره وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم يتغن بالقرآن. رواه البخاري وغيره.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل... الحديث. فهو صحيح كما قال الترمذي وغيره، ومعناه كما في تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي: ... جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة في الآخرة، ومن قرأ جزءاً منه كان رقيه في الدرج على ذلك، فيكون منتهى الثواب على منتهى القراءة. وعلى ذلك فإن درجة كل قارئ ومنزلته في الجنة تكون عند آخر آية يقرؤها ولو كانت من أول المصحف وآخره أو وسطه، وللمزيد نرجو أن تطلعي على الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14628، 1018، 55730.
والله أعلم.