الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عليك أن تترفق بوالدك وتحسن إليه وتطيعه بالمعروف، ولو كان سريع الغضب سيء الخلق، فإن حق الوالدين عظيم يجب الوفاء به مهما صدر منهما، فقد قرن الله عز وجل شكره بالشكر لهما وعبادته بالإحسان إليهما فقال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {لقمان:14}، وقال تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {الإسراء:23}، ونصوص الوحي من القرآن والسنة مليئة بالحث على برهما والإحسان إليهما، والتجاوز عما يصدر منهما، ووجوب طاعتهما في غير معصية. وسبق بيان طرف من ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 8173، 69066، 1249.
ولذلك فإن عليك أن تتحمل وتصبر على كل ما يصدر من والدك امتثالاً لأمر الله عز وجل واحتساباً للأجر عنده تعالى، ورداً للجميل الذي أسدى إليك أنت وإخوانك. وأما أخذه لمالك بدون حاجة إليه وصرفه على عياله ليوفر بذلك ماله الخاص فلا يحق له شرعاً لأنه هو المخاطب بنفقة عياله، وإذا احتاج منك إلى مساعدة لضيق ذات يد أو ما أشبه ذلك فالواجب عليك أن تساعده، وقد أباح له الشرع أن يأخذ من مالك ما احتاج إليه بالمعروف، فقد قال صلى الله عليه وسلم لرجل: أنت ومالك لوالدك. رواه ابن ماجه. ولذلك فنحن ننصحك بإرضاء والديك وبمساعدتهما بكل ما تستطيع من مال وغيره مما لا يضرك، ونرجو أن تطلع على الفتوى رقم: 25339.
والله أعلم.